دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أنا الإسلامي والإسلام أنا!! احتكار الانتماء!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أنا الإسلامي والإسلام أنا!! احتكار الانتماء

معلوم أن بوابة الانتماء للإسلام هو النطق بالشهادتين وهو حال ملايين المنتمين لأمة لا إله إلآ الله.

بعض هؤلاء أكثر علما من غيرهم ويحملون لقب عالم والبعض الآخر أكثر زهدا وهكذا يمكن أن يتميز بعض الأشخاص بما أعطاهم الله عز وجل من منح ومواهب (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة (11).

في الآونة الأخيرة ومع بروز ظاهرة الجماعات الإسلامية ظهر مصطلح (إسلامي) الذي ميز به هؤلاء أنفسهم عن بقية المسلمين ومنحهم الولاية على الأمة كلها وصاروا يعتقدون أن من حفهم إبرام الصفقات والاتفاقات والتحالفات نيابة عن أمة المليارين دون استشارة غيرهم وما كارثة سوريا منكم ببعيد وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (من كنت مولاه فحسن البنا مولاه).

لم تكن الأمة يوما دون أولياء أمر يقررون ويقودون وذاك قوله وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء (59).

إنهم أئمة أهل البيت ولا أحد غيرهم!!.

لَا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ وَلَا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ  نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَداً هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ وَعِمَادُ الْيَقِينِ إِلَيْهِمْ يَفِي‏ءُ الْغَالِي وَبِهِمْ يُلْحَقُ التَّالِي وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلَايَةِ وَفِيهِمُ الْوَصِيَّةُ وَالْوِرَاثَةُ.

الغريب في الأمر أن الولاية على أمة لا إله إلا الله جرى تقاسمها بين الإسلاميين (السنة) الذين استحوذوا على القسم الأكبر بفضل التمويل والدعاية أما الشيعة فقد ترك لهم واجب قتال العدو الإسرائيلي على أن يتحملوا كامل التكاليف ليبقى بيد (السنة) حق تقييم إدائهم والثناء عليه بتحفظ أو التهجم عليهم وعلى مذهبهم إذا أحسوا منهم أي تباطؤ مثلما حدث في واقعة استشهاد إسماعيل هنية في طهران حيث وصل بهم الحال لاتهام إيران بقتله مثلما فعل (الجِعِر) وجدي سبايسي!!.

الإخوان و(زلماتهم) في الدوحة ونعني بهم جماعة (مش أخوان لكني أذوب فيهم عشقا وأشتاق لحكمهم شوقا) سلقوا المقاومة وإيران بألسنة حداد ووجوه صفراء مؤكدين أن الطريق إلى القدس يمر حتما عبر دمشق عاقدين الآمال على الناصر خائن الدين الجولاني قبل أن يصابوا بالبكم مما فعله ذلك العميل فلا تعليق، فقط تبرير!!.

(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) الأحزاب 18-19.

الإسلاميون (السنة) –وما هم من السنة في شيء- لم يجدوا من يعبر أو يكشف فضيحتهم في أنطاليا إلا الأمريكي جيفري ساكس أما هم، تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم لا تهتز لهم قصبة!!.

الشاهد أن اعتقاد هؤلاء بامتلاكهم حق الولاية على الأمة يجعل التحالف الشامل معهم مجازفة بالغة الخطورة نظرا لاعتقادهم أن لديهم الحق الكامل في إبرام صفقات مع الكيان الصهيوني والرضوخ لإملاءات السلطان رجب طيب أردوجان وهو ما ظهر جليا في صفقة تسليم سوريا لإسرائيل.

لا شيء يمنعهم من ارتكاب أي جرم خاصة إذا دغدغ الأمريكي مشاعرهم ووعدهم برئاسة أي جمهورية ولو كانت جمهورية الموز الإسلامية!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏25‏/04‏/2025