مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: مأزق ترامب وانهيار النظام العربي!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: مأزق ترامب وانهيار النظام العربي!!

الصاروخ اليمني الذي ضرب اليوم مطار تل أبيب أصاب النظام العربي القديم الذي أعلن عن وجوده بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في مقتل.

طبعا سمعنا وسمعتم عن بكائية سايكس بيكو التي قسمت المقسم وجزأت المجزء كما يقول رعاع الفضائيات الذين يجري تقديم بعضهم تحت عنوان خبراء في حين أن أغلبهم حفنة من فلول نظم سياسية سادت ثم بادت قبل أن تبلغ الحلم ومنهم فلفول الناصرية الذي ما زال مصرا على أن من الممكن أن يصبح القرد إنسانا قادرا على التفكير والكلام.

جوهر اتفاق سايكس بيكو أن يخضع العرب للوصاية الغربية المباشرة بعد إقصاء الوصاية السلجوقية وأن يتعهد فلول العثمانية العرب بضمان أمن إسرائيل ومن اعترض انطرد مثل الملك فاروق ليحل محله ذلك الثائر المزيف الذي يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون والذي سخر إمكانات دولته وأمضى كل عمره في ملاحقة ما يحدث في غرف النوم!!.

مائة عام مضت على إنشاء النظام العربي الكرتوني ووضعه تحت الوصاية الغربية المباشرة وأحيانا غير المباشرة قبل أن يصاب المنتمون إلى هذا النظام بالحكة والهرش والرغبة في تحسين مواقعهم ولو بخوض مغامرات كارثية.

العثمانية أصابتهم لوثة استعادة نفوذهم وهيمنتهم فكانت مغامرة سوريا والانقلاب على نظام الأسد.

اليهود يريدون تحقيق حلمهم القديم وإقامة المملكة اليهودية التوراتية وتهجير الفلسطينيين من ديارهم ونهب ممتلكاتهم وما زال نتنياهو يرغي ويزبد ويتهدد ويتوعد.

الثائر المزيف طارده حلم الهيمنة على العالم العربي وقام بترتيب عدة انقلابات لتنصيب رجاله حكاما على الدول العربية ومن ضمنها اليمن.

المفاجأة المذهلة جاءت مؤخرا من اليمن بظهور حركة أنصار الله من خارج المنظومة السايكوباتية الحاكمة وصمودها في مواجهة حملات الإبادة من داخل اليمن وخارجه.

ليس فقط تمكنت الحركة من الصمود بل تحولت بسرعة مذهلة إلى قوة إقليمية كبرى تناطح أمريكا جبار العالم والكيان الصهيوني وترد العدوان السن بالسن والعين بالعين وترفض الرضوخ وتنبذ شتى الإغراءات.

لم تكن أمريكا –جبار العالم- بحاجة لشن غارات على المنظومة السايكو باتية (نسبة إلى سايكس بيكو) ولمعليه تكن بحاجة لأكثر من هز العصا ليركع أمامها قادة النظام الإقليمي ولينفذوا كل أوامرها مقابل بقائهم على كراسيهم.

ولأن كل الحروب وإن طالت لا بد أن تنتهي بحل سياسي فالسؤال الذي يطرح نفسه حول تصورات النظام العربي القديم لنهاية هذه الحرب وهل يرغب هؤلاء وقائدهم ترامب في الرضوخ للأمر الواقع والتعاطي مع أنصار الله كعضو كامل العضوية ضمن المنظومة أو مواصلة القتال حتى النهاية وهذه المرة لن تكون نهاية أنصار الله بل نهاية نظام سايكس بيكو والأمر كله لله.

هل يمكن لأمريكا والكيان استعادة جبروتهم وسطوتهم مع كثرة التحديات وتبقى الأمور على ما كانت عليه؟!.

لا أظن… يبدو أننا ماضون نحو القدر المحتوم!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏04‏/05‏/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى