مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: سد أثيوبيا وإسرائيل التلمودية!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: سد أثيوبيا وإسرائيل التلمودية!!

يبدو أن ثمة فارق هائل بين تعاطي كل من المسلمين واليهود مع قضية الوعد الإلهي المتعلق بآخر الزمان فهي عند المسلمين لا تعدو كونها نافلة، بينما هي عند اليهود صلب سياستهم الهادفة لتأسيس ما يعرف (بالوطن القومي لليهود) والاجتماع في أرض الميعاد.

وإذا كان أغلب المسلمين لا يربطون وجودهم بظهور المهدي ولا عودة المسيح عليه السلام فلماذا يطالب بعضهم بالعلمانية التي تعني مجرد دولة زمنية ليس لها مستقر ولا نهاية وهي دولة لأصحابها وليست دولة العدل الإلهي؟!.

شكل التلمود (الشريعة) ملامح الدولة التي يسعى اليهود لاستعادتها وليس لتأسيسها من العدم أينما اتفق وكيفما اتفق على غرار الدولة الداعشية.

يكشف لنا التلمود بعض معالم هذه الدولة وأين كانت بل ويفسر سر رفع شعار (من النيل إلى الفرات) وهل يعني هذا المطقة الواقعة شرقي نهر النيل فقط أم أنه يشمل كامل النهر من الهضبة الإثيوبية وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط؟!.

تقول الرواية التلمودية:

المصدر الترجمة العربية للتلمود أحمد إيبش 2006 (ص165-167).

تقديم د سهيل زكار

وحدث في تلك الأيام أن الأشوريين ثاروا على قيقانوس ملك الحبشة الذي كانوا يدفعون له الجزية فعين قيقانوس بلعم بن بعور الهارب من مصر نائبا عنه في غيابه وزحف بجيش لجب فأخضع الآشوريين وفرض عليهم أتاوات كبيرة.

أما ما كان من أمر بلعام فإنه خان الثقة واحتجن السلطة التي أوكل إليه الحفاظ عليها وحث شعب الحبشة على تنصيبه ملكا بدلا من قيقانوس الغائب وقام بتحصين أسوار العاصمة وبنى قلعة عظيمة وحفر الخنادق بين المدينة ونهر جيحون الذي يحيط بكامل بلاد الحبشة.

فلما عاد الملك قيقانوس بجيشه تعجب لرؤية التحصينات المبنية في غيابه فظن أن الشعب خشي من هجوم يشنه ملوك كنعان خلال غيبته فعملوا على التجهز له ولكن عندما أوصدت بوابات المدينة في وجهه وصاح طالبا فتحها دون جدوى اشتبك في حرب مع الموالين لبلعام وطالت الحرب بين قيقانوس وبلعام تسع سنين مني فيها الأول بخسائر جسيمة.

ولما هرب موشيه (موسى عليه السلام) من مصر انضم لجيش قيقانوس وسرعان ما أصبح محبوبا للغاية من الملك وأعوانه.

ومرض قيقانوس فمات فدفنه جنوده قبالة المدينة وأقاموا على جثمانه صرحا نقشوا عليه ثبت الأعمال الجليلة التي أتى بها في حياته. ثم قالوا لبعض ماذا نفعل تسعة أعوام ونحن غائبون عن ديارنا فإن هاجمنا المدينة كرة أخرى فمن المحتمل أن نصد دونها ثانية وإن مكثنا هاهنا فإن ملوك أدوم عندما يبلغهم موت قائدنا سيهاجموننا فلا يبقون منا أحدا فخير لنا أن نعين ملكا آخر غير قيقانوس.

فقام الجيش بتنصيب موشيه عليهم ملكا وقائدا في السنة المائة وسبعة من هبوط يسرائيل مصر.

ووجد موشيه حظوة في عيني الرب وبث الجرأة في قلوب جنوده بكلامه وأفعاله وهاجم القلعة بحملة قوية مع نفخ الأبواق والعزيمة الصادقة ففتحت المدينة على يديه وصرع في المعركة من أعدائه ألف ومائة رجل غير أن بلعام بن باعور نجا بنفسه وهرب عائدا إلى مصر فغدا فيها واحدا من السحرة المذكورين في التوراة (الشريعة).

ونصب الأحباش موشيه ملكا على عرشهم وجعلوا تاج الملك على رأسه وزوجوه بأرملة قيقانوس، لكن موشيه تذكر تعاليم آبائه وكيف دفع عبده إبراهام إلى القسم ألا يجلب إحدى بنات الكنعانيين لتكون امرأة ليصحاق وكيف قال يصحاق لابنه يعقوب (لا تأخذ لنفسك امرأة من بنات الكنعانيين ولا تصاهر أحفاد حام) وعلى ذلك كانت أرملة قيقانوس زوجة لموشيه من حيث الإسم فحسب.

ولما أضحى موشيه ملكا على الحبشة ثار الآشوريون من جديد غير أن موشيه أخضعهم وفرض عليهم جزية سنوية يدفعونها لحكام الحبشة.

وفي أثناء ذلك كان موشيه يحكم الحبشة بالعدل والصلاح غير أن الملكة أدونيت قالت للشعب (لماذا يبقى هذا الغريب حاكما عليكم؟ أليس خيرا منه أن يقام ابن قيقانوس على عرش أبيه وهو واحد منكم) بيد أن الناس لم يرتضوا رغم هذا بالتنكر لموشيه الذي أحبوه لكنه عمد إلى التنازل عن السلطة التي منحوها إياه من تلقاء نفسه ورحل عن أرضهم فقدم له الشعب الكثير من العطايا الثمينة وودعوه بغاية التكريم.

المعلوم لدينا أن نبي الله موسى عندما فر من بطش فرعون توجه شرقا تلقاء مدين ولم يتجه جنوبا مثلما تزعم الرواية التلمودية.

الغريب أيضا أن المترجم إلى العربية يؤكد ألا أثر لهذه الرواية في التوراة!.

إلا أنه من الناحية العملية فالتلمود هو الذي يشكل معالم السياسة اليهودية.

ولأن موسى أو موشيه حكم الحبشة حيث منابع النيل لبضع سنوات فمن المنطقي أن يعتبر الصهاينة أن مياه النيل من النبع إلى المصب ملك لهم ولا عزاء للواهمين أو المتغافلين عما يجري حولهم ولهم!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏18‏/06‏/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى