مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أهلا ماكرون بونابرت!!

ماكرون بونابرت عندنا.. يا مرحبا يا مرحبا!!.

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أهلا ماكرون بونابرت!!

ماكرون بونابرت عندنا.. يا مرحبا يا مرحبا!!.

تباينت الآراء عن سبب زيارة الرئيس الفرنسي للبنان وعما إذا كانت تمثل استثمارا لجريمة تفجير مرفأ بيروت واستكمالا للحصار الذي تفرضه أمريكا على لبنان أم أنها محاولة لمنع أو تأخير خروج المنطقة كلها من الفلك الأمريكي؟!.

يبدو ومن خلال متابعة اللوبي الإعلامي التركي وهجومه على ماكرون أن الاحتمال الثاني هو الأٌقرب!!.

اللافت أن العثماني منزعج للغاية خاصة وأنه نزل إلى الساحة منفردا بعد ضرب داعش ثمرة السفاح السلجوقي الوهابي والتأكد من أنه غير قادر على تنفيذ المهمة الموكلة لها وهو القضاء نهائيا على الوجود الشيعي في المنطقة كما رسم وخطط بندر ابن سلطان أمير الظلام.

تأكد أيضا أن المحور المعادي لإيران الذي كان يجري تجهيزه ورص صفوفه تحت عنوان (الناتو العربي) قد انهار وتفكك قبل ولادته ولن تقوم له قائمة إلى قيام الساعة!!.

الأمريكي والتركي والسعودي الذين صنعوا داعش لتحارب نيابة عنهم اضطروا لنزول الساحة بأنفسهم دون خليفتهم (المفدى) أبو بكر البغدادي وكل يبحث عن نصيبه مما تبقى من الغنيمة على طريقة قسمة الغرماء.

الإسرائيلي يعتبر أن الصفقة التي أبرمها مع أبو ظبي ربما تعوضه عن فشله في إسقاط الحكم في سوريا!!.

أما الأمريكي البلطجي فقرر الاستيلاء على منابع النفط في سوريا ليعوض بعض ما خسره من نفقات الحرب الباهظة التي امتدت قرابة العشرين عاما دون تحقيق أهدافها الحقيقية.

الأهم من هذا كله أن فشل (الإسلام السياسي) وتحديدا الوهابي وفقا للمفهوم الغربي في تنفيذ المهمة الموكلة إليه والحفاظ على وجوده يطرح إشكالية بالغة الخطورة عمن سيملأ الفراغ الناشيء في المنطقة والعالم حيث يسعى السلجوقي لملئه عبر تحركاته الواسعة التي لم تعد تخفى على أحد في ليبيا والعراق وسوريا وهو ما أزعج أوروبا والعرب والعجم وصار من المحتم ملء الفراغ.

يعرف المراقبون أن النزعة التوسعية العثمانية لن تبقى ضمن الجغرافيا السياسية للعالم العربي بل ستمتد حتما لتشمل أوروبا فليس العرب وحدهم من يذكر العثمانيين بالسوء بل الأوربيون أيضا.

أوباما الذي قدر فترة بقاء داعش بثلاثين عاما كان يعني الشراكة بينهم وبين النظم الداعمة لهم وملء الفراغ السياسي في المنطقة تماما مثلما وظف نظام حسني مبارك الإخوان في ملء هذا الفراغ ومساندته في مواجهة المعارضات السياسية الأخرى.

كوة في الجدار!!

لا شيء يبنى بين يوم وليلة وعلى رأس تلك الأشياء الثقة بين الغرب ومن جاهدوا طويلا لطرده من المنطقة ورغم ذلك بقي من يدين له بالولاء ويتمنى عودة الانتداب الفرنسي كما حدث قبل أيام قليلة.

في لبنان وربما في بلدان أخرى عربية وغير عربية من يعتبر نفسه جزءا من فرنسا أما فرنسا نفسها فترى أن هؤلاء عبء عليها ولم يعودوا قوة مضافة.

ما تزال الجولة الحالية بعيدة عن خواتيمها رغم أنه بات واضحا من سيكون له الغلبة في القريب.

ستكشف الأيام القادمة إلى أين تسير الأمور (أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) وستثبت حقيقة قالها سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

دكتور أحمد راسم النفيس

‏02‏/09‏/2020

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى