مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإخوان المسلمون وحزب الله والبيان رقم1

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإخوان المسلمون وحزب الله والبيان رقم1

رغم الاختلاف الجوهري بين حزب الله وجماعة الإخوان في النظرة إلى الذات وإلى الآخر المسلم وغير المسلم إلا أن ثمة قاسم مشترك بينهما كونهما يمثلان حزبا يمارس السياسة في أرض الواقع وسط ساحة بها كيانات وأحزاب مماثلة في الشكل الخارجي وليس في المضمون.

لا يجادل أحد في قدرة حزب الله على الاستحواذ الكامل على السلطة وهو الذي يقارع إسرائيل رأسا برأس كما أنه قادر على تشكيل حكومة تمثل فيها كل الطوائف بنفس النسب الحالية ولكن ذلك لم يحدث ولن يحدث!!.

وإذا كان لبنان كله يعاقب لأن الحزب يحصل على حصة محدودة من السلطة بحكم القرار الدولي الذي منح للشيعة هذا المقدار فما بالك لو أمسك الحزب بكل القرار المحلي!!.

المعركة الأكبر والأخطر من الحرب مع إسرائيل هي معركة إزاحة الطبقة السياسية الفاسدة وهي معركة إذا تقرر خوضها فستكون مع مجلس الأمن الدولي وربما مع الخمسة زائد خمسة وليس زائد واحد ولذا فهي مؤجلة حتى تجف هذه الأوراق وتسقط تلقائيا!!.

ماذا يعني اغتيال النقراشي باشا؟!

معلوم أن الإخوان المسلمين قاموا بقتل النقراشي باشا رئيس وزراء مصر يوم 28 ديسمبر 1948 وقد اعترف بذلك حسن البنا في بيانه  (وقعت أحداث نسبت إلى بعض من دخلوا هذه الجماعة دون أن يتشربوا بروحها و تلا هذا الحادث اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا الذي أسفت البلاد لوفاته و خسرت بفقده علما من أعلام نهضتها ولسنا أقل من غيرنا أسفا من أجله وتقديرا لجهاده و خلقه).

عندما سألت أحد قادة الجماعة قبل 40 سنة، من قتل النقراشي؟ رد بوضوح وصراحة: الإخوان… قتل الإخوان فاستحق أن يقتل!!.

المهم أن الإخوان قرروا بشطحة من خيال القائد الملهم حسن البنا إزاحة الطبقة السياسية كلها في مصر وافتتحوا بمحمود فهمي النقراشي!!.

الإمام الملهم يقول “ويعتقد الأخوان أن الحزبية قد أفسدت على الناس حياتهم وعطلت مصالحهم وأتلفت أخلاقهم (؟!) ومزقت روابطهم وكان لهم في حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر ويعتقدون كذلك أن النظام البرلماني في غنى عن نظام الأحزاب بصورته الحاضرة في مصر وإلا لما قامت الحكومات الائتلافية في البلاد الديمقراطية فالحجة القائلة بأن النظام البرلماني لا يتصور إلا بوجود الأحزاب حجة واهية وكثير من البلاد الدستورية البرلمانية تسير على نظام الحزب الواحد وذلك في الإمكان.

وقد ثبت بقرارات الزعيم ناصر أن هذا في الإمكان!!.

الإخوان قادرون على صنع العجائب والمعجزات!!.

صحيح أن القائد الملهم خسر حياته ثمنا لهذه الجريمة إلا أن أصحابه رضي االله عنهم أجمعين من الأولين إلى محمود حسين، قرروا مواصلة الطريق فكان انقلاب 1952 بقيادة الزعيم الملهم جمال عبد الناصر قائد الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الذي كان أهم إنجاز قام به هو حل جميع الأحزاب وألزم قادتها السياسيين بالبقاء في بيوتهم فكان أن خسرت مصر خيرة رجالها لصالح أناس من عينة علي صبري رجل المخابرات الأمريكية!!.

صحيح أيضا أنهم يستجدون الآن العودة وصحيح أيضا أنهم يلوحون بقبول التعددية إلا أن مهمة تدمير الطبقة السياسية التي بدأها الإخوان وأكملها من جاء بعدهم قد حولت حياتنا السياسية إلى صحراء قاحلة لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وإنا لله وإنا إليه راجعون.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏29‏/06‏/2023

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى