مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الحزب القرشي (الماسونية العربية) ودورها في تحريف الإسلام!!

الآن قرشية بلا قريش!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الحزب القرشي (الماسونية العربية) ودورها في تحريف الإسلام!!

نسمع كثيرا عن المنظمة الماسونية ودورها في صناعة الحدث.

لا نعرف إلا أقل القليل عن التركيبة الفعلية لهذه المنظمة قدر سماعنا عن أعمال تنسب إليها سواء كان هذا حقيقة أم مجرد شماعة لتحميل الأوزار.

الغالب على ظن الناس أن الماسونية ذات منشأ أوروبي وأنها تعمل حصرا لصالح الغرب الذي يحتاج لجسور وكباري لتحقيق أهدافه في العالم الإسلامي (النقي بطبعه) الذي لم يعرف هذا النوع من التآمر إلا بسبب التلاقي مع الغرب!!!.

لا يحتاج الحديث عن الماسونية ودورها إلى أدلة وإثباتات تفصيلية فما حازته هذه المنظمة السرية العلنية –الموجودة فعلا- من سمعة كاف لبث الهلع في نفوس السامعين!!.

ولكن هل سمعنا عن شيء مشابه في عالمنا (الإسلامي) أو عن دور تقوم به (الماسونية العربية) في صناعة الحدث وإقصاء هذا وتثبيت ذاك؟!.

أليس بوسعنا أن نتهم هذه المنظمة (المجهولة) بقتل الصحابي الأنصاري سعد بن عبادة الذي تجرأ وطالب بالخلافة ثم جرى إلقاء مسئولية القتل على مجهول أو على الجان!!.

المنظمة (الماسونية العربية) موجودة وتؤدي دورها على أكمل وجه وتوظف في خدمتها (كهنة المذاهب) …. (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ).

تبقى مهمة الكهنة مثلما مهمة سحرة فرعون هي إقناع الناس أن الوهم بات حقيقة وأن ما يرفعونه من شعارات ويضعونه من عناوين ما تزال (حية تسعى) وقادرة على البقاء!!.

تحدثنا سابقا عن نشأة الحزب القرشي الذي استحوذ على السلطة الناشئة تحت عنوان (الخلافة الإسلامية) وكيف تمكن هذا الحزب من إقصاء شيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وحرمانهم حتى من حق التعبير ناهيك عن قائمة الانتهاكات التي ما تزال متواصلة ومستمرة.

لم يعد بوسع هذا الحزب مواصلة الحكم والهيمنة تحت العنوان القرشي فقام بتغيير اللافتة الأساسية لتصبح (أهل السنة والجماعة).

المعضلة التي واجهها القوم خاصة بعد سقوط الهياكل القرشية الأموية والعباسية وانتقال السلطة إلى العبيد المماليك ثم السلاجقة هي البحث عن عنوان يجمع المتناقضات ويوهم الناس أنهم ما زالوا قادرين ليس فقط على البقاء بل إعادة إنتاج نفسهم في عالمنا المعاصر فكان التأكيد على هذا العنوان العقائدي وكأن الخلافة – السلطة، هي طائر العنقاء القادر على البقاء السرمدي وهيهات هيهات لما يأملون!!.

المدهش حقا أن ذات الفريق المكون من بقايا التحالف القرشي العباسي الذي أضيف إليه شراذم الوهابيين وفلول السلاجقة يطلق على نفسه أو يطلق عليه اليهود (التحالف السني) وهو عنوان يستخدم رسميا وإعلاميا مما يشير لمحاولة بائسة لاستعادة الأمجاد والأدوار!!.

الغريب أيضا أن بعض الشيعة يأنفون من هذا التحليل ومن هذه الرؤية التي هي قطعا ليست تحريضية ولكنها قطعا ليست تلفيقية وهو ما يزعج جماعة النائمين في العسل الأسود!!.

الحزب القرشي باق ويتمدد!!

الفريق المكلف بوضع الأحاديث في خدمة الفريق القرشي اختلق الروايات التي تزعم استعصاء الملك القرشي على الفناء وأنه باق ما بقي الدهر وحسب النص (ما بقي اثنان)!!. باق ويتمدد!!.

ودونكم روايات البخاري (المنظر الأموي):

2 – باب: الأمراء من قريش.
6720 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: كان محمد بن جبير ابن مطعم يحدث: أنه بلغ معاوية، وهم عنده في وفد من قريش: أن عبد الله بن عمرو يحدِّث: أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدِّثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولئك جهَّالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين).

6721 – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا عاصم بن محمد: سمعت أبي يقول: قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان).

حاول القوم إيهامنا أن هذا العنوان الذي يستخدم الآن لوصف (الناتو العربي) يمثل اتفاقا على مجموعة من المفاهيم وهو خلاصة الجمع بين الاجتهادات الفقهية العقائدية، إلا أن الجامع المشترك بين هؤلاء من الناحية الواقعية هو خضوعهم للسلطة الفوقية القاهرة التي تعتلي رؤوسهم وتراقب تصرفاتهم وتتلاعب بالأحكام الفقهية كي تتمكن من فرز المتمردين على سلطتهم ومثال ذلك تغيير أحكام الوضوء وبدلا من مسح الرجلين تبدل الحكم ليصبح غسلا لهما ومن ثم أصبح كل من يذهب للصلاة ورجلاه ليستا غارقة بالمياه مطعونا في ولائه السياسي وخارجا على الجماعة ومن شق عصا الطاعة وفارق الجماعة فاضربوه بالسيف كائنا من كان!!.

الآن قرشية بلا قريش!!

منذ البدء كان شعار (الملك في قريش) يعني (الملك لبني أمية) وكان على الجمهور أن يرضى بأقل الضررين: الملك لمن غلب أو لقريش باعتبارهم أبناء عم الرسول … شيء من رائحة الأحباب!!.

المنتمون إلى الحزب القرشي والذين حاربوا تحت راية طلحة والزبير ثم تحت راية ابن آكلة الأكباد وهم بالآلاف والآن بالملايين لم يكن لديهم برنامج للحزب ولا مجموعة من الأهداف يحاربون من أجلها بل جرى سوقهم إلى ساحات الموت تحت شعارات مبهمة أصبحت الآن (الناتو العربي) المكون من (الدول السنية) التي تتحالف مع أمريكا وإسرائيل لمواجهة الخطر الشيعي الإيراني حسب زعمهم!!.

لسنا نحن من تحدث عن (تحالف سني) فالواقع يقول أن هذا هو الحديث المعلن لقادة الفريق الصهيوني والأمريكي بلا خجل ولا مواربة!!.

أن يرفض بعض الأتباع رفع هذه الراية فهذا لا ينفي وجودها ولا ينفي وجود كم هائل من المستعدين للقتال تحت نفس الراية كما فعلوا ويفعلون في سوريا والعراق واليمن وغيرها!!.

كونهم أقلية فلا شك فيه أن هذه (الأقلية) حشدت في سوريا والعراق غيرها أكثر من مليون مقاتل إرهابي انتحاري من أكلة لحوم البشر ثأرا لسيدهم معاوية وحفاظا على سمعة سيدهم يزيد!!.

يبقى الخلاف المزعوم حول القواعد والأحكام التي حسم أمرها على يد عمر بن عبد العزيز الذي كلف بدوره رجل القصر الأموي ابن شهاب الزهري بهذه المهمة والرواية لابن أبي خيثمة في تاريخه:

2709- حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن بن عيسى قال: حدثنا سعيد بن زياد مولى الزهريين معلم كتاب دار أنس، قال: سمعت ابن شهاب يحدث سعد بن إبراهيم يقول: أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناه دفتراً دفترا فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا.

2727- حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا .. عبد الرحمن – أخو أبي حرة ، عن أيوب بن أبي تميمة، عن الزهري، قال: استكتبني الملوك فأكتبتهم فاستحييت الله إذ كتبتها للملوك ألا أكتبها لغيرهم.

2728- حدثنا أبو مسلم، عن سفيان: قال تحدثونا عن الزهري، قال: كنا نكرهه حتى أكرهتنا عليه الأمراء فلما أكرهونا عليه بذلناه للناس – يعني: الحديث.

من الواضح أن ما كتبه ابن شهاب الزهري مفتي الدولة الأموية وفقيهها المعتمد كان هو الأساس الذي اعتمد عليه الفقهاء والمحدثون فيما بعد وهو يتفق مع ما ذهبنا إليه منذ البدء من أن المذاهب الفقهية كانت قد تشكلت بالفعل قبل أن يكون هناك بخاري أو مسلم وفقا لما أراده هذا النظام الفاسد والمنحرف عن الإسلام والراغب والمصمم على ترسيخ هذا الانحراف وتشكيل الوعي الديني للمسلمين من دون حاجة للرجوع إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام وتلك هي المرحلة الأهم والأخطر التي اضطلع بها عمر بن عبد العزيز أعور بني أمية!!.

الحزب القرشي ومحاولة الإنكار

كنا وما زلنا نعتقد أن اللغط واللغو الدائر حول حقيقة الحزب القرشي الذي تراجعت مكانة قريش فيه ليصبحوا ضمن مجلس إدارة يجمع السلاجقة والصهاينة والأمريكان يكشف حالة الإنكار التي تستهوي البعض فهم بلا دين ولا دنيا.

الرسول الأكرم –حسب رواياتهم- حذر مرارا وتكرارا من خطورة هذا الحزب ودوره التدميري والرواية للبخاري:

/3410 – حدثني محمد بن عبد الرحيم: حدثنا أبو معمر إسماعيل
ابن إبراهيم: حدثنا أبو أسامة: حدثنا شعبة، عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهلك الناس هذا الحي من قريش). قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن الناس اعتزلوهم).
قال محمود: حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة، عن أبي التياح: سمعت أبا زرعة.

(3410) – حدثنا أحمد بن محمد المكي: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده قال: كنت مع مروان وأبي هريرة، فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: (هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش). فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان.[6649]

مجرد سؤال: لماذا لا تسمون الأشياء بأسمائها؟!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏22‏/08‏/2022

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى