مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ماذا بعد الأسد راحت السكرة ولم تأت الفكرة!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ماذا بعد الأسد راحت السكرة ولم تأت الفكرة!!

(رُوَيْداً يُسْفِرُ الظَّلَامُ كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْأَظْعَانُ يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ) الإمام علي بن أبي طالب.

أخيرا سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد سنوات من الطرق والقتل والخبط ومئات المليارات التي أنفقت من أجل القضاء عليه عسكريا واقتصاديا وسياسيا وكان لدويلات النظام العربي الدور الأكبر في تحقيق هذا الهدف!!.

احتفل مهرجو الإخوان والسلفيين بانتصار (الثورة) السورية التي حررت البلاد والعباد من ديكتاتورية الأسد وقضت على الظلم وأبعدت النفوذ الإيراني كما أعلن (الثوار) أن عدوهم الوحيد هو إيران ولا أحد غير إيران!! أما إسرائيل فلا شيء عليها ولا أحد يعاديها.

لنا على هذا الكلام ملاحظات.

أن هؤلاء الإرهابيين القتلة هم أبناء النظام العربي الذي أنشأهم ورباهم رغم أنه لم يعترف بنسبهم بل حصر عداءه معهم ضمن إطار الاستحواذ على السلطة فكان أن استعان بهم وجندهم لخدمة مشروع محاربة المد الشيعي ظنا منه أنه قادر على احتوائهم وليس إنهائهم.

نحن لا نتحدث عن إنهائهم عبر سحلهم أو سجنهم بل من خلال إفساح المجال أمام التعددية الثقافية والفكرية فهي وحدها القادرة على إبقائهم مجرد جزء من النسيج الاجتماعي والفكري للمجتمع مما يحول بينهم وبين اجتياح المجال السياسي كما حدث في مصر عام 2012.

أما عن النظام السوري الساقط فهو لم يكن استثناء من العيوب الهيكلية التي يعاني منها بقية النظام العربية وإن اختلف عنها في التوجهه السياسي وتحالف مع إيران والمقاومة الإسلامية مما أدى إلى معاداته والرغبة العارمة في إسقاطه ظنا منهم أن هذا قد يؤدي لأسقاط إيران ذاتها.

هل حقا يعتقد (الإسلاميون) أنهم بصدد إقامة دولة يسودها العدل والأمن أم أنهم سيكررون تجربة من سبقهم ومن ثاروا وتمردوا عليه بل سيزيدون ويضيفون عليها ذبحا وقتلا وسبيا للنساء وانتهاكا للحرمات؟!.

أغلب الظن أن هذا ما سيجري وقد بدأ بالفعل.

لم يقرأ العرب تاريخهم ولم يستفيدوا من تجاربهم الكارثية والأليمة وآخرها مأساة سايكس بيكو التي استخدمهم فيها الغرب لإسقاط العثمانيين مقابل وعد مبهم بدولة عربية وما إن حقق الغرب غايته حتى احتلهم أي أنهم تفانوا في خدمة السيد الأبيض ولم يحصلوا في المقابل على شيء ولا حتى على عنوان تلك الدولة العربية!!.

الآن يكرر هؤلاء الأغبياء نفس التجربة بعناوين مختلفة حيث حارب هؤلاء ما سمي بالنفوذ الإيراني ليبقي لهم فتات دولة محاصرة ومدمرة هي سوريا.

الغريب أنهم ما إن دخلوا إلى دمشق حتى سارعوا بالكشف عن نواياهم بالتوسع شرقا وغربا وعلى الفور بدأ التحشيد المضاد.

ما حدث في بلاد الشام لا يعدو كونه استنساخا لما عرف بالثورة العربية التي رعتها بريطانيا العظمى بداية القرن العشرين حيث استبدل اسم العثمانيين بالإيرانيين مع بعض التعديلات في الأسماء والنتيجة واحدة فمن مات بالسيف مات بغيره!!.

بقي أن يحققوا لنا وعودهم بالحرية والكرامة!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏22‏/12‏/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى